لنيل رضاه قبل الانتخابات.. تبون يُقلد شنقريحة وسام "الشجاعة" الذي يُمنح لمن "أظهروا شجاعة في قتال العدو أثناء الحرب"
منح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وسام الشجاعة للجيش الوطني الشعبي"، الذي يفترض أنه يمنح للعسكريين الذين "تميزوا في القتال" لرئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة، وفق ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس، وهي الخطوة التي تأتي في ظل تزايد الحديث عن رغبة المؤسسة العسكرية الجزائرية في عدم الدفع بتبون للترشح لولاية رئاسية ثانية.
ووفق قصاصة نشرتها وسائل الإعلام الجزائرية، فقد "قلد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، بوسام الشجاعة، اليوم الخميس"، وتابعت "مراسم التقليد تمت بقصر الشعب لدى إشراف رئيس الجمهورية على مراسم تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لعدد من الضباط العمداء والضباط السامين في الجيش الوطني الشعبي".
وأوردت المصادر نفسها أن شنقريحة، أعرب عن "امتنانه لرئيس الجمهورية على إشرافه الشخصي على مراسم تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لإطارات الجيش الوطني الشعبي، الذي يعد بمثابة تكريم مستحق لإطارات وزارة الدفاع الوطني نظير الجهود المبذولة لأداء المهام الموكلة إليهم بكل مسؤولية واقتدار"، حسب منطوق القصاصة.
وبالعودة إلى الجريدة لرسمية الجزائرية الصادرة بتاريخ 22 يونيو 2015، نجد أنه وفق القانون المُحدث لوسام الشجاعة، يُمنح لكل عسكري "تميز في القتال بعمل باهر"، أو "أظهر خصالا في إنجاز عمل شجاع في قتال العدو أثناء الحرب أو في ظروف مماثلة للحرب، أو أثناء قيامه بخدمة مأمور، أو أثناء عمل فيه نكران للذات خدمة للصالح العام أو لإنقاذ حياة شخص أو عدة أشخاص".
وتأتي هذه الخطوة من تبون، في الوقت الذي يحتاج فيه لدعم المؤسس العسكرية من أجل إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، والمقررة في شهر شتنبر المقبل، وبالتالي الاقتراب بشدة من البقاء على رأس الجمهورية لعهدة ثانية، وهي الخطوة المؤجلة لأسباب غير معروفة بعدما كانت متوقعة منذ أسابيع.
ويمثل "توشيح" تبون لشنقريحة، إعلانا عن "صفاء الأجواء" بين رئيس الجمهورية والشخص الذي يوصف بأنها "الحاكم الفعلي" في البلاد، بعد ظهور تقارير عن غضب هذا الأخير من مجموعة من تحركات تبون على المستوى الخارجي، وخصوصا لقاؤه في إيطاليا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان موقع "مغرب إنتلجنس"، قد نقل عن مصادر جزائرية أن الخلافات في الجزائر بين رئاسة الجمهورية ورئاسة أركان الجيش الوطني الشعبي، طفت إلى السطح وباتت مرئية، مباشرة بعد اللقاء المثير بين تبون وماكرون، على هامش قمة مجموعة السبع التي انعقدت في مدينة باري الإيطالية، إذ لا تنظر المؤسسة العسكرية، بعين الرضا لكل ما حدث، بما فيها "هذه الصلات الشخصية" التي أقامها تبون مع ماكرون.
وبالنسبة لِشنقريحة وغيره من صناع القرار في الجيش، تقول المصادر ذاتها، فإن العلاقات مع فرنسا وقادتها يجب أن تخضع للإشراف والمراقبة، بسبب تباين المصالح حول العديد من القضايا الجيوسياسية على غرار قضية الصحراء والقضية الفلسطينية، لكن تبون ذهب إلى أبعد مدى حيث أنشأ علاقة شخصية مع الرئيس الفرنسي إلى درجة أنه سارع إلى لقائه بعد ساعتين فقط من وصوله إلى إيطاليا.